دراسة التاريخ
التاريخ فرع من فروع المعرفة, وعلم من العلوم
الانسانية, بحيث هو معرفة منظمة أو مجموعة من الحقائق أمكن الوصول اليها عن طريق
البحث والتحري والنقد والتحقيق في أحداث الماضي, من خلال البحث عن أعمال البشر
التي وقعت في الماضي, أو بمعنى آخر دراسة المجتمعات البشرية في الزمان والمكان,
بتتبع منهج موضوعي في البحث, وبما أن التاريخ يبحث في ماخلفه الانسان لمعرفة حاضره
تبقى اذا مصادره ومادته الأولى بوجه عام هي جميع ما خلفه الانسان, مما يمكنه
مساعدتنا على فهم الأحداث, كالوتائق والآثار المادية والعمرانية, والأدوات
المنزلية والمعدنية والخزفية التي كان يستعملها في حياته, أي كل ما يمكنه أن يساعد
على فهم حضارات الأمم وتقاليدها ودياناتها ولغاتها وتفكيرها, وكل عناصر مقومات تلك
الحضارات الماضية,
اعتاد المؤرخون تقسيم التاريخ الى عقود وحقب
مختلفة من أجل تسهيل معرفة حوادت التاريخ وذلك باختيار بعض الاحدات الحاسمة في
تاريخ تطور الانسان, حيث تتخد فاصل بين ما هو حديث وقديم من بين هذه الأحداث
الحاسمة في عصور التاريخ البشري, تلك الانقلابات والتطورات والتورات التي لا تأتي
بصفة تلقائية بل هي نتيجة عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية, حيث تكون المجتمعات
البشرية قد عاشتها لمدة زمنية معينة.
ماذا يقصد بعصور ما قبل التاريخ ؟ وماذا يقصد بالعصور
التاريخية ؟.
المقصود بعصور ما قبل التاريخ :
هي تلك العصور الطويلة التي مرت في تاريخ الانسان
قبل أن يهتدي لوسيلة التدوين, أي الكتابة.
المقصود بالعصور التاريخية :
أو بداية التاريخ بنشوء مراكز الحضارات
القديمة الأولى في الشرق الأدنى وأقدمها, حضارتي واد النيل و بلاد الرافدين.
تجدر الاشارة الى أن بداية التاريخ تختلف من
بقعة الى أخرى باختلاف الأفكار السائدة فوق الأرض, فاذا كانت بداية هذا العصر قد
تأخرت مدة طويلة في مناطق أخرى من العالم, فبداية العصور التاريخية لا تتعدى في
اليونان القرنين التاسع والتامن قبل الميلاد, مع العلم أن مجموعة من الشعوب مازالت
تعيش على نمط متعارف عليه في عصور ما قبل التاريخ الى عهدنا هذا.
