 |
| صورة من الحرب العالمية الأولى |
العالم بعد الحرب العالمية الأولى
كما هو معلوم, أن التنافس الإمبريالي (الإستعماري)
والأزمات الدولية التي رافقته انتهى الى إندلاع أول حرب عالمية دامت ما بين 1914م و1918م , حيث فرضت تحولات سياسية عميقة سواء على المستوى
الترابي أو العسكري, مما أدى بالدول الكبرى إلى فشل ذريع في خلق سلام حقيقي ودائم
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى, الشئ
الذي ساهم في احتدام الصراعات الاجتماعية وتصاعد المد القومي داخل أوربا رغم توقيع
معاهدات الصلح والسلام التي لم تزد سوى من شدة التوتر في أوربا وخارجها مع إستمرار
الأزمات.
ساعدت
الاكتشافات الجغرافية أوربا على قيادة العالم إقتصاديا, حيث كانت هي التي تتحكم في
التجارة العالمية ونقل البضائع لشتى بقاع العالم بواسطة أسطولها البحري العملاق,
وهي التي كانت أيضا تنتج المواد المصنعة وتبيعها لباقي العالم, وتراكم الأموال في
أبناكها, لكن بدخولها لحرب غير معلومة المعالم خسرت فيها رجالها وثرواتها الطبيعية
لتجد نفسها بعد انتهاء الحرب تتخلى عن هيمنتها وتفوقها.
مؤتمر السلام ومعاهدات الصلح مع الأطراف المنهزمة في الحرب
مؤتمر السلام ما هو إلى إجتماع للدول المنتصرة في
الحرب العالمية الأولى بقصر فرساي بباريس ما بين 12 يناير و28 يونيو 1919م من أجل التداول في شأن إقرار
السلام وتوقيع معاهدات الصلح, وكانت المداولات حكرا على مجلس الأربعة الكبار (
الرئيس الأمريكي ويلسون, ورئيس الحكومة الفرنسية كليمانصو, ووزير خارجية إيطاليا
أورلاندو, ووزير خارجية بريطانيا لويد جورج ), خرج الإجتماع ببرنامج يدور مضمونه
حول ثلاثة كلمات مفتاحية هي: الأمن, والتعويضات, وإعادة ترتيب الحدود إضافة إلى ما جاء به الرئيس الأمريكي
ويلسون حول حق الشعوب في تقرير مصيرها
بنفسها.
أدى
مؤتمر السلام إلى إنقسام الأوربين, فالإيطاليون أحسوا بالغبن وعدم الإنصاف, أما
فرنسا فكان همها الوحيد إضعاف ألمانيا ضمانا لأمنها, في حين أصر الإنجليز على مبدأ
التوازن, في العموم أسفر هذا المؤتمر عن أطراف راضية على قراراته وأخرى معارضة,
لتتبع المؤتمر مجموعة من معاهدات الصلح المفروضة على حلفاء ألمانيا في الحرب من
بينها :
المعاهدات
|
تاريخها
|
الطرف المعني بها
|
أهم شروطها
|
سان جرمان
وتريانون
|
10 شتنبر 1919م
4 يونيو 1920م
|
الامبراطورية
النمساوية المجرية
|
فصل هنغاريا عن
النمسا, اقتطاع أجزاء ترابية منهما لصالح عدة دول, تحديد قواتها العسكرية.
|
نويي
|
نونبر 1919م
|
بلغاريا
|
اقتطاع أجزاء من
أراضيها, وتحديد قواتها العسكرية.
|
سيقر
|
غشت 1920م
|
الإمبراطورية
العثمانية
|
تسليم جل أراضيها
لليونان, واقتطاع أراضي الشرق العربي وإخضاعهما للإنتدابين الإنجليزي والفرنسي.
|
وكانت هذه المعاهدات وراء
تفكيك الإمبراطوريات الكبرى وإنتصارا للديمقراطية على حساب الإستبداد ( الحكم
المطلق ) لكن هذه المعاهدات تركت الباب مفتوحا أمام إحتجاجات وردود فعل معارضة
مستقبلا
معاهدة
فرساي وأبعادها
وُ قِعَتْ في قصر فِرْسَايْ بباريس يوم 28 يونيو 1919م, يبلغ عدد صفحاتها 200, وتتضمن 440 بند, يعتبرها المؤرخون "وثيقة السلام
المفروض", ومن بين بنودها نَذْكُر:
البند
42/43 : يمنع على ألمانيا تسليح ضفتي نهر الراين.
البند
160 : تحديد الجيش الألماني في 100 ألف جندي.
البند 173 : إلغاء الخدمة العسكرية.
البند
232 : تلتزم ألمانيا بدفع تعويضات عن كل الخسائر التي لحقت بالحلفاء.
البند
171 : يمنع
على ألمانيا صناعة المدافع.
رسمت معاهدات الصلح بعد الحرب خريطة لأوربا
مختلفة كل الإختلاف عن خريطة 1914م,
لأنها إعتمدت على مبدأ القوميات الذي كرسته مدونة الرئيس الأمريكي "ويلسون"
التي هي عبارة عن أربعة عشر مبدئ حملها ويلسون إلى مؤتمر السلام بباريس لتكون
أرضية للسلم في العالم, من بينها مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها.
عوامل تراجع الهيمنة والمكانة الأوربية
v فقدان
الأسواق التقليدية بكل من أمريكا اللاتينية وروسيا بعد ثورة 1917م.
v تجزئة
المجال الأوربي نتيجة معاهدات الصلح وتنامي الحواجز الجمركية بين البلدان الجديدة.
v ثقل
الخسائر البشرية والمادية من جراء الحرب.
v يقظة
الوعي الوطني في المستعمرات.
v بروز
قوى رأسمالية جديدة صاعدة منافسة خلال وبعد الحرب (و.م.أ , واليابان.
v تنامي
الإنقسامات السياسية و التوترات الإجتماعية في أوربا بعد الحرب.
قال رئيس
الجمعية الوطنية في إحدى الجلسات الإستثنائية " فكروا في أبنائكم وحفدتكم,
لأن الآلام التي ولدتها هذه المعاهدة ستكون عاقبتها خلق جيل في ألمانيا, رغبته
الوحيدة منذ ولادته هي تحطيم قيود العبودية التي فُرِضَت عليه.
