المصادر التاريخية
المصادر المنقوشة
أطلق
عليه علم النقوش أو علم النقائش epigraphie, والكلمة ذات القصد
التيني وهي مركبة حيث أن (Epi هي فوق) و (كتابة هي Graphi), ويهتم هذا العلم بكل ما هو مكتوب على دعامة, فالنقيشة اذا تحتوي
على نص ودعامة حيث تكون هذه الدعامة عبارة عن معدن من البرونز أو النحاس أو الذهب
أو الحديد أو غيره من الحجر, كالرخام و الحث أو الخشب, وهذه النقائش تساعدنا على
معرفة نمط العيش والوسط الاجتماعي و الاقتصادي للأفراد والجماعات وتنظيماته, ونجد
المهتمين قسموها الى عامة و خاصة :
النقائش الخاصة: تندرج في اطار الكتابات
الموجهة للملوك والحكام والألهة والمخلدة للأحداث الكبرى.
النقائش العامة: تخص المعاهدات الدولية والقوانين والعقود
الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
ومن حيث لغة النقائش نجد في شمال افريقيا نقائش
ليبية مترجمة وبونية كرحلة حانون الى اللغة الاغريقية, ونقائش رومانية أي لاتينية, وفيما يخص
أسلوب التعامل معها فقد جمعت في عدد من المدونات والكتب ابتداء من أواخر القرن
التاسع عشر ميلادي, ومن ظمنها مدونة النقائش اللاتينية الصادرة عن جامعة برلين
مابين سنتي 1881 م و 1916م.
وما يتعلق بشمال افريقيا منها المدونة
التامنة التي نشرت تحت اطار الأستاد هومسن, حيث تم جمع أهم النقائش حسب موضعها من
طرف دوسنو أحد تلامذته, تحت عنوان نقائش لاتينية مختارة, ثم نجد الدولية الفرنسية,
وتشمل كل النقائش التي عثر عليها خلال التنقيبات المتأخرة وبعض المراجع المتخصصة,
ومن ظمنها:
المسكوكات : تفيدنا في معرفة القوة الاقتصادية والعلاقات
التجارية الدولية للمجتمعات القديمة بالاضافة الى تحديد تواريخ الحكام اللذين ضربت
في عهدهم هذه العملة, وخاصة التعرف على صورة بعض الشخصيات المنقوشة وبعض المباني
المهمة, أو على النماذج التي كانت تشكل أهمية بالنسبة للمجتمعات كصور الماشية أو
بعض المغروسات والرموز المتميزة, وتجدر الاشارة الى أن الاهتمام بهذه المصادر بدأ
مند القرن التاسع عشر ميلادي مع تركز الاستعمار الفرنسي ببلدان المغرب العربي,
وخاصة بداية القرن العشرين بعد العثور على أكبر كنز للنقود سنة 1907م بموقع بناصر بسهل الغرب الذي يحتوي
على كنز الملك يوبا الأول, وبعدها استمر البحث في تكوين متاحف ناتجة عن
التنقيبات الأثرية والاهتمام بمجال المسكوكات.
الفخار : حيث عثر على أعداد كبيرة من
الشضايا وعلى أدوات منزلية وقناديل فخارية وغيرها والمعروف أن هذه الأدوات لها
استعمالات مختلفة كالحفاظ على السوائل من حليب وعسل ولبيد وزيوت وغيرها..., كما أن
هناك أدوات فخارية من نوع فاخر تدخل في صنف الكماليات والبظخ وتعطي فكرة عن
المكانة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, وحتى الدينية للأفراد والجماعات, ونجد
من بينها أواني فخارية تحمل خاتم صانيعها وماليكها, مما يعطي معلومات عن هذه
الفئات من المجتمع, وتعتبر الأدوات والأواني من نوع بوني أقدم ما عثر عليه في
منطقة شمال افريقيا, كذلك نجد النوع الكمباني نسبتا لمنطقة الكمبانيا الايطالية,
التي كان يتم استراده منها ما بين القرنين الرابع والأول الميلاديين, كما لا يجب
أن ننسى الأواني المحلية أي الأمازيغية الليبية. وتجدر الاشارة الى أن الثماتيل
الخزفية التي تجسد شخصيات الملوك والحكام وأفراد من مختلف فئات المجتمع كيوبا الثاني
وبطليموس, أو تماثيل عن الألهة تساعدنا في فهم ظروف العيش والمعتقدات السائدة في
تلك الحقبة.
الفوسيفساء : وهي مواد تستعمل أساسا لتزين أرضية المنازل والمباني
وجدرانها, وقد تميزت بها الحقبة الرومانية أكثر من غيرها وهي تعطي فكرة مهمة عن
مظاهر الحضارة التي بلغتها منطقة شمال افريقيا خلال الحقبة الروماتية, والمتجلية
في المعتقدات وبعض الأساطير والأعمال اليومية الزراعية وغيرها, ولدينا عدد منالمواقع القديمة الغنية بهذا النوع من المصادر كوليلي وغيرها من المواقع الأخرى
بتونس والجزائر.