اضحك مع الصحابة رضوان الله عليهم
كان عمر بن الخطاب سريع الغضب, لا يترك من أساء للاسلام الا وضربه
أو نهره هكذا تحدثنا المراجع الاسلامية التي تناولت باستفاضة سيرة الخليفة الثاني
للرسول صلى الله عليه وسلم. و يروي عمر نفسه أنه التقى ذات يوم الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان و
كان هذا الأخير من أتقى الناس أنذاك, فقال له عمر كيف أصبحت ياحذيفة؟ فرد عليه " أصبحت أحب
الفتنة, و أكره الحق, و أقول بما لم يخلق, و أشهد بما لم أرى, و أصلي بلا وضوء,
ولي في الأرض ما ليس لله في السماء ". كان هذا الكلام صادما بالنسبة
لعمر بن الخطاب, خاصة وأن حذيفة كان من أشهر الصحابة تقوى لله تعالى وأكثرهم حبا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم لذلك, استشاط عمر غضبا وكاد يضرب حذيفة اذ لم يمنعه من ذلك سوى صحبة
حذيفة للنبي الكريم, وبالتالي لم يجد بدا سوى أن يكتم غيظه فراح الى حال سبيله
وعلى الرغم من ذلك, لم يصبر عمر وبينما هو في الطريق التقى بعلي بن أبي طالب فروى
له ما قاله حذيفة بغضب شديد.
لما أفرغ عمر من " شكواه " ضحك
على بن أبي طالب, ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم, وقال
" لقد صدق حذيفة يا عمر ", مما زاد هم بن الخطاب وهو أحد المبشرين
بالجنة لايقول الا صدقا, لذلك لما رأى علي عمر على حالته عاد ليخفف من غضبه فقال
له " ان قول حذيفة بأنه يحب الفتنة فهو تأويل لقول الله تعالى
" انما أموالكم وأولادكم فتنة ", فهو يحب المال و البنون. وأما قوله
يكره الحق فالحق هو الموت الذي لامفر منه, وقوله بما لم يخلق فهو القرآن وهو غير
مخلوق وأما قوله يشهد بما لم ير, فانه يصدق بالله ولم يره وأما قوله يصلي بغير
وضوء فانه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بغير وضوء, وعلى الرغم من ذلك
ظل هناك شك في نفس عمر, فسأل علي ولكنه قال ان له في الأرض ما ليس لله في السماء
" فضحك علي بن أبي طالب وقال فان لحذيفة زوجة وبنين, وليس لله شئ من ذلك
"و ساعتها اهتز عمر من شدة الضحك, ولم يجد بدا من القول " لله درك يا أبا
الحسن, لقد كشفت عني هما عظيما ".
حسن عين الحياة
